كائنات الحزن


 
كائنات الحزن
بقلم صادق القاضي

الحزن نزفٌ في جذور القلب
قلبٌ في جذور النـزفِ
شيءٌ في دمي لا في القصيدةِ
والدخول إليَّ من رَحِم الأغاني كالتنصُّتِ بالعيون الحوُل
هل أٍدركت حجم الفرق ؟!
قد تبكي لغير مواجعي
أحتاج معجزةً لأمنحك المهارة في اكتناه الغصة العذراء
والألم الحصور
 
 
الحزن أن تغدو حصاداً للأسى ،أن تستشِفّ النفس عما خلفها
تطفو الصخور مؤقتاً في السطح ،ترسب لجةُ الألفاظ ،
تكتشف التناقض بين ما تهوى وبين معارجٍ تكبو وراحلةٍ تخور
 
 
للحزن جلد الشيخ معروقاً وأوردة الجنين
له انبثاق البرق
فلسفة الرُّقى
مقلٌ من الرَّمد المعتَّق
 عالمٌ ثانٍ من البارود والإسفلت
 تبتعد المدامع كلما اقترب البكاء
 وتصبح الأصداء أعلى بالتتابع
تنتفي قيم الحضور
 
 
الروح أجندة الأسى ،ومواجع العمر القديمة تكسر المألوف من سنن التقادمِ
حين تنَسِل من توابيت التلاشي فجأةً كالصُّوْر، تحتشد المباضع كلها في النفس ،
تغرق في طواحين الهواء وفي مرايا البؤس واليأس الصبور
 
 
في كلِّ يومٍ يزحف الإنسان مسلوخاً على حُفَرِ الهزائم ،يرتديه الملح ، تشربه المرارة ،
كلُّ شيءٍ مؤلم ٌ،حتى انثيال الضوء يغدو طعنةً كالنهد كالعصفور كالحَدَس الغيور
 
 
الحزن أن ننسى التناسي حين تدهمنا الحقيقة كلها
من نحن؟
 ترتجل الإجابة دورها في الطحن
نحن العابرون على الفداحة
كلُّ شيءٍ فادحٌ
حتى التعزي باحتلاب الغيب والأمل الغرور
 
 
ما قيل لا يعدو كلاماً فارغا ًحتى وإن أوحى بقرب الرَّكب من أهل الحمى
هل بعدُ تقترح التمادي في افتضاض الظل أم تستغور الأغوار من أغوارقلبك أم تغور ؟!



.

تعليقات